جعجع يطالب بالكشف عمن ساهم في تهريب «داعش»

سمير جعجع في خطابه أمس بمعراب (موقع القوات اللبنانية)
سمير جعجع في خطابه أمس بمعراب (موقع القوات اللبنانية)
TT

جعجع يطالب بالكشف عمن ساهم في تهريب «داعش»

سمير جعجع في خطابه أمس بمعراب (موقع القوات اللبنانية)
سمير جعجع في خطابه أمس بمعراب (موقع القوات اللبنانية)

رأى رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن أطرافاً لبنانية منزعجة من الانتصار الكامل الذي أوشك الجيش على تحقيقه، محاولاً حرمانه وحرمان اللبنانيين من جني ثمرة هذا النصر، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل في قضية العسكريين، بما في ذلك معرفة من ساهم في تهريب مقاتلي «داعش»، وتخليصهم من قبضة العدالة.
وطالب جعجع خلال احتفال في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» من ينجزون اتفاقات على أنواعها أو يطالبون بإعادة النازحين، أن يعيدوا الأسرى والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، معتبراً أن «مطالبة البعض بالتنسيق مع النظام السوري لعودة النازحين من لبنان، هي «دعابة» ولكنها «سمجة» تذكرنا بمقولة «وداوني بالتي كانت هي الداء». وأضاف: «لبنان الذي شرع أبوابه أمام النازحين بدافع إنساني وأخلاقي لم يعد قادرا بعد مرور سبع سنوات على تحمل تبعات هذا المزوح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية».
وفي قضية العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى تنظيم داعش، قال: «يكفي للواقع تحويرا وللحقيقة تزويرا ونحن مع كل تحقيق يجري من دون إغفال الفصل الأخير والأهم معرفة من عمل على تهريب مقاتلي (داعش) وتخليصها من قبضة العدالة». وأضاف: «يعرف القاصي والداني معرفة اليقين أن العسكريين المفقودين أحياء كانوا أم شهداء، كانوا مع مسلحي (داعش) المحاصرين، وكان الجيش اللبناني سيستعيدهم بكل الأحوال وذلك بالإطباق على التنظيم»، مضيفا: «لكن حزب الله مدعوم من النظام السوري، وقبل ساعات من إطباق الجيش اللبناني على ما تبقى منهم سهّل خروج الإرهابيين».
وأكد رئيس «القوات» أن سياج لبنان الوحيد هو الجيش اللبناني الذي كما رفع رايته فوق تلال القاع ورأس بعلبك لا بد أن يرفعها فوق كل التلال التي ترسم حدود لبنان.
وتطرق جعجع إلى التفاهم بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، قائلا: «مخطئ من يعتقد أن تفاهم معراب كان تفاهماً على رئاسة الجمهورية فحسب، وسينتهي مفعُوله مع انتخابات الرّئاسة أو عند مُواجهة أول عقبة، وما سيحفظه التاريخ عنه هو أنّه كان نقطة تحوّل أساسيّ».
وفي القضية السورية، اعتبر جعجع أن ضرب تنظيم داعش و«جبهة النصرة» في سوريا خطوة جيدة على طريق الحل، مؤكداً في الوقت نفسه أن الوصول إلى حل جذري يتطلب التخلص منهما ومن مسبباتهما أي النظام السوري. وقال: «الأزمة السورية بلغت بعد سبع سنوات على اندلاع الثورة حداً لا يوصف من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان كما الدمار والخراب والمآسي التي لحقت بالسوريين».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.