المنظمات الدولية تستغيث وتتوقع مزيداً من لاجئي الروهينغا

الأمين السابق للجنة نوبل للسلام يهاجم سو تشي على موقفها «المخيب للآمال»

ممتلكات لأقلية الروهينغا تحترق في ولاية راخين في ميانمار... الصورة التقطت يوم الخميس (رويترز)
ممتلكات لأقلية الروهينغا تحترق في ولاية راخين في ميانمار... الصورة التقطت يوم الخميس (رويترز)
TT

المنظمات الدولية تستغيث وتتوقع مزيداً من لاجئي الروهينغا

ممتلكات لأقلية الروهينغا تحترق في ولاية راخين في ميانمار... الصورة التقطت يوم الخميس (رويترز)
ممتلكات لأقلية الروهينغا تحترق في ولاية راخين في ميانمار... الصورة التقطت يوم الخميس (رويترز)

حذر مسؤول ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 300 ألف من مسلمي الروهينغا قد يفرون من العنف في شمال غربي ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة محذرا من نقص في التمويل لإمدادات الغذاء الطارئة للاجئين.
وقال المسؤول لـ«رويترز» إن الأمم المتحدة تتوقع أن يصل مجمل عدد اللاجئين إلى 300 ألف في زيادة على تقديرها السابق وهو 120 ألفا. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن تقدير عدد الوافدين الجدد زاد بشكل كبير لأسباب منها تقييم الوضع يوم السادس من سبتمبر (أيلول) عندما زار عمال إغاثة مزيدا من المواقع ووجدوا 75 ألف وافد جديد في تسعة مواقع.
كما أعلنت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة، أن حصيلة ضحايا أعمال العنف في ولاية راخين بغرب بورما قد تتجاوز الألف قتيل، أي أنها تفوق الأرقام الحكومية بمرتين. وقالت يانغي لي مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في بورما: «قد يكون نحو ألف شخص أو أكثر لقوا مصرعهم». وأضافت: «ربما القتلى من الجانبين لكن الغالبية الكبرى من الروهينغا».
وذكرت جماعة حقوقية أن صورا التقطت بالأقمار الصناعية أظهرت أن نحو 450 مبنى أُحرقت في بلدة حدودية يغلب الروهينغا على سكانها في ميانمار في إطار ما يقول اللاجئون إنه جهد متضافر لطرد الأقلية المسلمة من البلاد.
وفي الأمس قدرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 270 ألف لاجئ من الروهينغا فروا من ميانمار خلال الأسبوعين الأخيرين سعيا للجوء إلى بنغلاديش حيث يوجد مخيمان للاجئين «يستوعبان ما يزيد على سعتهما الطبيعية».
وبدأ الخروج الجماعي لأقلية الروهينغا بعد هجوم شنه يوم 25 أغسطس (آب) متمردون يقولون إنهم يدافعون عن الأقلية المسلمة التي حرمت من جميع حقوقها المدنية من قبل الحكومات المتعاقبة في ميانمار. وتقول ميانمار إن قواتها تشن حملة مشروعة ضد «إرهابيين» مسؤولين عن سلسلة من الهجمات على الشرطة والجيش منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويلقي مسؤولون باللوم على متشددين من الروهينغا في قتل غير المسلمين وإحراق منازلهم. لكن كثيرا من المنظمات الدولية اعتبرت ما تتعرض له أقلية الروهينغا من حرمان وتنكيل على الصعيدين الرسمي والشعبي في ولاية راخين بميانمار يرتقي إلى جرائم حرب. كما حذر تقرير أخير للجنة دولية ترأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان من أن ما تتعرض له الأقلية المسلمة سيؤدي في نهاية المطاف إلى بروز مجموعات متطرفة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة: «الروهينغا أقلية مسلمة من دون دولة تعيش في ميانمار، وهم يواجهون التمييز والفقر المدقع منذ عقود». وتابعت أن هذه الفئة حرمت من حقوق إنسانية أساسية مختلفة تتعلق بحرية الحركة والتعليم والعمل والسياسة.
وقالت المفوضية في نشرة موجزة للصحافيين في جنيف: «مخيما اللاجئين في كوكس بازار بجنوب شرقي بنغلاديش، اللذان كانا يأويان قرابة 34 ألفا من أبناء الأقلية المسلمة الروهينغا قبل الموجة الجديدة، يستوعبان ما يزيد على سعتهما الطبيعية. عدد السكان زاد إلى أكثر من المثلين في أسبوعين ليصل إلى أكثر من 70 ألفا. هناك حاجة ملحة لمزيد من الأراضي والملاجئ». وأضافت: «الغالبية العظمى من النساء، وبينهن أمهات لديهن أطفال حديثو الولادة، وعائلات معها أطفال. يصلون في حال متردية ويكونون منهكين وجائعين ويتوقون للملاذ (الآمن)».
وجاء في بيان للمنظمة أن هناك 130 ألف شخص في مخيمات اللاجئين المسجلة بالإضافة إلى ثلاث مستوطنات بدائية و90 ألفا في مجتمعات محلية و«قرابة 50 ألفا في مستوطنات جديدة عشوائية تتوسع بسرعة فيما لا يزال الناس يبحثون عن مساحة لإقامة ملاجئ مؤقتة». وقالت المفوضية: «بينما يصل معظم اللاجئين من الروهينغا على أقدامهم سيرا من الغابات والجبال لعدة أيام فإن آلافا يخوضون الرحلات الطويلة والمحفوفة بالمخاطر عبر البحار المضطربة في خليج البنغال».
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة ليونارد دويل، إن هناك زيادة حادة في أعداد الوافدين حيث وصل 300 قارب على الأقل في ميناء كوكس بازار في بنغلاديش. ويعبر أفراد هذه الأقلية المهمشة الحدود منذ اندلاع العنف في ولاية راخين بغرب ميانمار قبل أسبوعين تقريبا.
وأطلق جيش ميانمار ما يصفه بـ«عملية تطهير». ويقول الذين وصلوا بنغلاديش إن قوات الأمن قتلت مدنيين وحرقت منازلهم وأخرجتهم من راخين. وقال دويل: «أغلب من يعبرون الحدود الآن نساء وأطفال وكبار في السن، وكثير منهم في وضع هش وغير قادرين على الاعتناء بأنفسهم». وطالبت مفوضية اللاجئين الأممية بالتصدي للأسباب الجذرية للعنف الأخير على نحو عاجل.
ومن جانب، قال الأمين السابق للجنة اختيار الفائزين بجائزة نوبل للسلام، أمس الجمعة، إن رد فعل أونغ سان سو تشي، الحائزة على الجائزة المرموقة، تجاه ما يحدث لأقلية الروهينغا مخيب للآمال. وسو تشي هي الحاكمة الفعلية لميانمار، رغم أن الجيش ما زال مؤثرا للغاية. وقال جير لوندستاد، الذي ترك منصبه عام 2014 وليس لديه رابط رسمي بلجنة نوبل النرويجية: «أنا محبط للغاية إزاء موقفها من الروهينغا». وقال لوندستاد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «إنها ترى هذا الأمر كمسألة متعلقة بالإرهاب، ولم تبذل أي مجهود لإيجاد حل لهذه المسألة الصعبة للغاية».
وذكر لوندستاد أنه بحسب قوانين مؤسسة جائزة نوبل، لا يمكن سحب جائزة نوبل التي حصلت عليها سو تشي عام 1991. التي منحت لها على أساس «نضالها السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في ميانمار التي كان يحكمها الجيش». وأضاف لوندستاد أن «ما فعلته لتحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1991 ما زال قائما»، وأن اللجنة «لا سلطة لها على الحاصلين على الجوائز بعد أن يتسلموها». وكان لوندستاد أمينا للجنة نوبل النرويجية لمدة 25 عاما. وترأس خلال هذه الفترة أيضا مؤسسة نوبل النرويجية التي تساعد اللجنة في التدقيق بشأن المرشحين للحصول على الجائزة. وتدير مؤسسة نوبل أصول ألفريد نوبل، مخترع الديناميت الذي خصص أموالا لجائزة السلام وعدة جوائز أخرى.

- «التعاون الإسلامي» يحث الاتحاد الأوروبي على التخفيف من معاناة الروهينغا
> حثت منظمة التعاون الإسلامي الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة على اتخاذ إجراءات للتخفيف من معاناة شعب الروهينغا في ميانمار.
ودعا الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام للمنظمة في رسائل إلى المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد رعد الحسين، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الأزمة القائمة في ولاية راخين.
وجدد التأكيد على أن منظمة التعاون الإسلامي ضمت صوتها إلى المجتمع الدولي في الدعوة إلى تنفيذ توصيات لجنة ولاية راخين، لكنها أهداف بعيدة المدى، بينما هناك حاجة عاجلة وفورية للتدخل إنقاذاً للأرواح.
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن استعدادها لتقديم المساعدة الإنسانية، مجددة دعوتها حكومة ميانمار إلى وضع حد لدوامة العنف والمعاملة اللاإنسانية لشعب الروهينغا، وإلى إيجاد حل دائم لمسألة وضعهم القانوني.
وأكدت أنه منذ عام 2014، دأبت منظمة التعاون الإسلامي على التحذير من أنه إذا استمرت حكومة ميانمار في تدمير المنازل، وقتل المدنيين الأبرياء، وإهانة السكان كافة من دون أن تتوفر لهم أي فرص للجوء إلى العدالة، فإن ذلك سيجد أرضية خصبة لتجنيد العناصر المتطرفة، مشيرة إلى أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع الإبادة الجماعية للروهينغا.

- الدالاي لاما «حزين جدا»
> عبر الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت عن حزنه أمس الجمعة بسبب المحنة التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا الذين يفرون من ميانمار هذه الأيام مُذكرا، أمثاله، البوذيين هناك بأن بوذا يساعد اللاجئين. وقال الدالاي لاما لدى وصوله إلى مطار كانجرا في ولاية هيماتشال براديش بالهند: «هؤلاء الذين يعتدون على بعض المسلمين عليهم أن يتذكروا بوذا. أعتقد أنه في مثل هذه الظروف يمد بوذا يد المساعدة، يقينا يساعد أولئك المسلمين الفقراء. ما زلت أشعر بذلك. بالتالي فالأمر محزن جدا.. محزن للغاية».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.