كشفت مصادر عسكرية تركية عن أن أنقرة عرضت على وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس خلال زيارته لها، أول من أمس، ولقائه عدداً من المسؤولين الأتراك وثائق وصوراً أظهرت أسلحة أوروبية زودت بها واشنطن «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا ضُبِطَت بحوزة عناصر «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا.
وقالت المصادر إن التطورات الجارية في سوريا والمستجدات المتعلقة بـ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب)، والتعاون الأميركي معهما ودعمهما بالأسلحة في إطار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، كانت في مقدمة القضايا التي طُرِحَت للنقاش خلال لقاء ماتيس مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي، والرئيس رجب طيب إردوغان وعدد آخر من المسؤولين.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى صحيفة «حرييت» التركية، فإن أنقرة كشفت لماتيس وثائق وصوراً تظهر أسلحة ضبطتها قوات الأمن التركية بحوزة عناصر «حزب العمال الكردستاني» كانت واشنطن سلمتها في وقت سابق إلى «وحدات حماية الشعب».
وأوضحت أن من بين هذه الوثائق صوراً لصاروخ موجَّه مضاد للدبابات من نوع «AT - 4»، ضبطته قوات الأمن التركية بحوزة عناصر «العمال الكردستاني»، وكانت واشنطن سلمته في وقت سابق لعناصر «الوحدات» في سوريا.
وكانت واشنطن تعهدت بضمان عدم انتقال أي من الأسلحة التي تقدمها لـ«الوحدات»، التي تشكل غالبية «قوات سوريا الديمقراطية» إلى «حزب العمال الكردستاني» في تركيا.
وقالت المصادر إن الصاروخ سويدي الصنع ضبط بولاية شرناق (جنوب شرقي تركيا) في 16 أغسطس (آب) الحالي، ولم تعلن رئاسة الأركان التركية حينها عن الرقم التسلسلي للصاروخ، لكنها قدمت لماتيس جميع التفاصيل حول السلاح، مؤكدة أن واشنطن سلمته في وقت سابق إلى «وحدات حماية الشعب» في سوريا.
وتزود واشنطن تركيا بقوائم الأسلحة التي تقدمها إلى «الوحدات» كوسيلة لضمان عدم قلق تركيا إزاء تسرب هذه الأسلحة إلى مقاتلي «العمال الكردستاني» في تركيا.
ولفتت المصادر التركية إلى أن الولايات المتحدة تتعمد تزويد «الوحدات» في سوريا بأسلحة من صنع دول أخرى غيرها، لتتجنب الضغوط التركية عليها، كالصاروخ سويدي المنشأ الذي تم ضبطه.
وترفض أنقرة بشدة تسليح واشنطن لـ«الوحدات» الكردية وأبدت انزعاجها مرارا لواشنطن من هذا الأمر.
في سياق موازٍ، كشفت مصادر أردنية عن أن الرئيس إردوغان نقل إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال زيارته لعمان، الاثنين الماضي، رغبة إيرانية في الانسحاب من جنوب سوريا مقابل أن يضمن الأردن تشكيل هيئات إدارة محلية في هذه المناطق لا تتدخل فيها التنظيمات المسلحة.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، عن مصادر قالت إنها وثيقة الصلة بالملف السوري أن إردوغان جدد للملك عبد الله تمسُّكَه بضرورة انسحاب كل القوات العسكرية التابعة والموالية لإيران من جنوب وشمال سوريا إلى الحد الأدنى، أي في المناطق التي تشرف على الأردن وتركيا.
وجاءت زيارة إردوغان للأردن بعد زيارة قام بها رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إلى تركيا، التقى خلالها إردوغان ومسؤولين عسكريين أتراكاً، وناقش الجانبان، بحسب إردوغان، إمكانية القيام بتحرك عسكري مشترك ضد الجماعات الكردية المسلحة المرتبطة بـ«حزب العمال الكردستاني» و«حزب الحياة الحرة لكردستان» (بيجاك).
أنقرة سلمت ماتيس وثائق عن تسليم الأكراد أسلحة لـ«الكردستاني»
أنقرة سلمت ماتيس وثائق عن تسليم الأكراد أسلحة لـ«الكردستاني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة