مصر: الانشقاقات تهز «النور» ومطالب بترك السياسة والتركيز على الدعوة

كشفت عنها استقالة مستشار مرسي... وإقامة 3 دعاوى قضائية ضد الحزب

TT

مصر: الانشقاقات تهز «النور» ومطالب بترك السياسة والتركيز على الدعوة

حملة انشقاقات يتعرض لها حزب «النور»، الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر، وسط مطالبات بترك السياسة والتركيز في الدعوة بعد أن ابتعد الحزب عن دوره الدعوي خلال الفترة الماضية وتفرغ لإنهاء صراعات داخلية به، بحسب مصادر في الدعوة السلفية.
وأثارت استقالة خالد علم الدين القيادي بالدعوة السلفية وحزب النور، ومستشار الرئيس المعزول محمد مرسي للشؤون البيئية، وإقامة 3 دعاوى قضائية من قيادي بارز بالحزب، حالة من الاستياء والجدل داخل «النور» الممثل الوحيد لتيار الإسلام السياسي بمصر.
تزامن ذلك مع تقديم أكثر من 20 شابا داخل الحزب استقالتهم الشهر الماضي، وذلك اعتراضا على موقف الحزب السلبي من القضايا التي تشغل الرأي العام خلال الفترة الماضية، خاصة ما يخص الشأن الخاص بارتفاع الأسعار في البلاد. وما زالت لجنة شؤون الأحزاب بمصر تنظر قرار النائب العام المصري المستشار نبيل صادق عقب مطالبتها في يوليو (تموز) الماضي بالتحقيق مع 6 أحزاب وهي (النور، والبناء والتنمية، والوسط، والاستقلال، وغد الثورة، لمؤسسه أيمن نور، والوطن) للتأكد من مدى مخالفتها لقانون الأحزاب السياسية ولكونها أحزابا دينية من عدمه، عقب تلقي اللجنة بلاغات وشكاوى ضد هذه الأحزاب تتهمها بالمشاركة في القيام بأعمال إرهابية.
واستقال علم الدين من «النور» أمس، مطالبا «النور» بالالتزام بالأدب وعدم التجاوز في حق الدعوة، محذرا من تفتيت الكيانات الدعوية... وعلم الدين كان مستشارا لمرسي وحدث خلاف قوي بين جماعة الإخوان الإرهابية والدعوة السلفية بعدما اتهمت الإخوان علم الدين في ذمته المالية، الأمر الذي دفعه أن يعقد مؤتمرا ويعلن استقالته من «النور» في ذلك الوقت، ولم يقبلها الحزب.
وقالت المصادر في الدعوة السلفية إن «استقالة علم الدين أحدثت حالة من الغضب داخل الدعوة والحزب، نظرا لأنه تقدم بها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ولم يتقدم بها للدعوة أو الحزب مباشرة». ولم تستبعد المصادر أن يكون وراء الاستقالة أهداف أخرى لوقف مسيرة الحزب، والتأثير عليه في الشارع، خاصة أن الحزب دائما يتعرض لهجوم وأزمات داخله وخارجه.
ويقول مراقبون إن «النور» دائما يشعر أن هناك هجوما عليه، وأن هناك من يحاول تشويه صورته أمام المصريين، رغم محاولاته الدائمة خلط الدين بالسياسة، لذلك هناك دعوات لحله لأنه قائم على أساس ديني وليس على أساس سياسي.
ومُني «النور» في آخر اختبار له في الشارع المصري بخسارة هي الأقوى له منذ ثورة «30 يونيو (حزيران)» التي أطاحت بحكم الإخوان، وفاز بـ«12 مقعدا» فقط في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بسبب تناقص شعبيته في الشارع المصري.
في غضون ذلك، أقام قيادي بارز بالحزب في الإسكندرية 3 دعاوى قضائية ضد الحزب، وقال سامح عبد الحميد: «أقمت دعاوى قضائية ضد (النور) بسبب فصلي من دون مُبرر بعدما عبرت عن رأيي في إحدى القضايا التي لم يتعرض لها الحزب... وحددت محكمة الإسكندرية جلسة 18 سبتمبر (أيلول) المقبل لنظر هذه الدعاوى».
من جهتها، قالت المصادر نفسها إن «حالة الغضب تنتاب أعضاء (النور) لأنه لم يعد يهتم برسالته الدعوية والإصلاحات المجتمعية ورعاية الفقراء؛ لكن اهتم بالعمل السياسي».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.