«سويوز مولت فيلم» الروسي يعتمد على قديمه الأصيل في منافسة الحديث

أنتج رسوماً متحركة منذ الأربعينات وما زالت في الصدارة حتى اليوم

لاقت رواجاً كبيراً لم ينقطع ولم يضعف - شخصيات من «سويوز مولت فيلم» يعرفها ويحبها الأجداد والأحفاد - «ثلاثة من بروستوكفاشينا»
لاقت رواجاً كبيراً لم ينقطع ولم يضعف - شخصيات من «سويوز مولت فيلم» يعرفها ويحبها الأجداد والأحفاد - «ثلاثة من بروستوكفاشينا»
TT

«سويوز مولت فيلم» الروسي يعتمد على قديمه الأصيل في منافسة الحديث

لاقت رواجاً كبيراً لم ينقطع ولم يضعف - شخصيات من «سويوز مولت فيلم» يعرفها ويحبها الأجداد والأحفاد - «ثلاثة من بروستوكفاشينا»
لاقت رواجاً كبيراً لم ينقطع ولم يضعف - شخصيات من «سويوز مولت فيلم» يعرفها ويحبها الأجداد والأحفاد - «ثلاثة من بروستوكفاشينا»

يتجه استوديو «سويوز مولت فيلم» السوفياتي، ومن ثم الروسي، الشهير المتخصص في إنتاج الرسوم المتحركة، نحو استعادة مكانته المميزة على الشاشات المحلية، معتمدا في ذلك على خطة لإنتاج حلقات جديدة من أفلام رسوم متحركة قديمة، أنتجها الاستوديو في الحقبة السوفياتية، ولاقت رواجاً كبيراً لم ينقطع ولم يضعف حتى أيامنا هذه.
ويزيد عمر «سويوز مولت فيلم» عن ثمانين عاماً. بدأت عملها منذ تأسيسها عام 1936، ومنذ ذلك الحين أنتجت أكثر من 1500 فيلم من مختلف أصناف الرسوم المتحركة، وكانت تعتمد بصورة رئيسية على الرسم، وكذلك على تصنيع الشخصيات من المعجون ومن مواد أخرى، وتصوير الفيلم. وكان الاستوديو المؤسسة الوحيدة عمليا التي تنتج الرسوم المتحركة في الحقبة السوفياتية، وتعتمد بشكل تام على التمويل الحكومي، وكانت تخضع لرقابة خاصة؛ لأنها تلعب دورا تربويا في حياة الأطفال.
وخلال فترة التحولات في الدولة السوفياتية، ومن ثم سقوطها، خسر «سويوز مولت فيلم» التمويل الرسمي، والمبنى الرئيسي، إلا أن السلطات منحته الحق القانوني في استخدام كل الأعمال التي أنتجها. ولأن ذلك القرار جاء في التسعينات، عندما ضعفت سيطرة الدولة على مؤسسات كهذه، مقابل التوجه نحو تحويلها إلى مؤسسات مساهمة، بموجب قوانين السوق، فقد وقع «سويوز مولت فيلم» ضحية صراع بين ممثلي عالم الجريمة، الذين تنافسوا من أجل السيطرة على مؤسسة تملك الحقوق الفنية على أعمال ما زالت تعرضها الشاشات، أي أنها سلعة مربحة، لا تحتاج ضخ أي أموال. وبرزت تعقيدات أخرى، أدت كلها في النهاية إلى توقف الاستوديو عن العمل. وفي عام 1999 عادت السلطات وأسست من جديد مؤسسة حكومية جديدة غير ربحية «سويوز مولت فيلم»، ومنحتها كل الحقوق التي كانت تتمتع بها قبل التوقف عن العمل.
بعد ولادته الجديدة وجد «سويوز مولت فيلم» نفسه في عالم آخر، تتحكم فيه قوانين التنافس بين عدد لا بأس به من استوديوهات جديدة تم تأسيسها لإنتاج الرسوم المتحركة، تحاول كلها تقديم أعمال مقبولة للعرض، في ظل منافسة شديدة مع الرسوم المتحركة الأجنبية، التي فرضت سيطرة شبه مطلقة على كل فترات البث للأطفال في تلك المرحلة. وتمكن استوديو «سويوز مولت فيلم» من تجاوز كل تلك الصعاب بفضل افتتاح كثير من قنوات التلفزة، وكذلك بفضل مجموعة أفلام الرسوم المتحركة القديمة التي أنتجها، ويملك حقوقها الفنية. وخلال السنوات الماضية أنتج الاستوديو مجموعة كبيرة من الأعمال.
ويبدو أن القائمين حاليا على العمل في استوديو «سويوز مولت فيلم» عازمون على استعادة موقع الصدارة في هذا المجال. ولتحقيق هذا الهدف قرروا العودة إلى مجموعة أفلام الرسوم المتحركة القديمة، التي يصنفها النقاد ضمن «السلسلة الذهبية»، وإنتاج حلقات جديدة منها، دون أي تغيير في الشخصيات الرئيسية، التي أصبحت مع الوقت محفورة في ذاكرة المواطنين من مختلف الأجيال، وتثير مشاهدتها مجددا على الشاشات انفعالات إيجابية، يتميز بإثارتها أسلوب المبدعين الروس في صياغة الحبكة، وفي رسم المشاهد التي غالبا ما تكون مزيجا بين الفكاهة والسخرية؛ لكنها تحمل قيمة تربوية معينة في آن واحد.
ويصعب عرض روحانية أفلام الرسوم المتحركة تلك، فهي تعرض الفكرة الجدية بأسلوب بسيط مميز، يحمل في طياته مزيجا من بعض صفات الإنسان والطبيعة والعادات والتقاليد في روسيا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فيلم يعرفه كثيرون في عالمنا العربي باسم «ويحك يا أرنب» وهو الشبيه السوفياتي لفيلم «توم وجيري»، وهناك أيضاً فيلم «الببغاء كيشا»، وفيلم اسمه «ثلاثة من بروستوكفاشينا» أبطاله طفل وهر وكلب، يقررون الانتقال للعيش في القرية؛ لأن والدة الطفل ترفض الإبقاء على الهر ليعيش معهم في شقتهم، وفيلم «فيني بوخ»، وغيرها من أفلام رسوم متحركة، تشكل اليوم جزءا من الذاكرة الفنية الذهبية في روسيا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.